السفيرة عزيزة: أيقونة مصرية وعلامة مضيئة في تاريخ المرأة المصرية

السفيرة عزيزة: أيقونة مصرية وعلامة مضيئة في تاريخ المرأة المصرية
السفيرة عزيزة: أيقونة مصرية وعلامة مضيئة في تاريخ المرأة المصرية


من هي السفيرة عزيزة؟ ولماذا أصبح اسمها مرتبطًا بالأمثال الشعبية المصرية كرمز للجمال والعقل الراجح؟ في هذا المقال، نستعرض قصة عزيزة سيد شكري دحروج، التي وُلدت عام 1919 في مدينة ميت غمر، وحققت إنجازات مذهلة جعلتها واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ المرأة المصرية ومناضلة حقيقية من أجل حقوقها في فترة تاريخية كانت تحد من فرصها في العمل والعطاء.

النشأة والتكوين الشخصي

وُلدت عزيزة في أسرة مثقفة، حيث كان والدها، الدكتور سيد شكري دحروج، طبيبًا إنسانيًا ورجلًا ذو رؤية اجتماعية. وقد كانت عزيزة بمثابة الراعية الأولى لأفراد أسرتها، حيث تعلمت معنى العطاء بلا حدود من والدها الذي كان يهتم برعاية والدتها المريضة وأخاها الذي ولد مصابًا بالصمم. منذ صغرها، كانت عزيزة تحمل في قلبها هموم عائلتها والمجتمع، وهذا ما شكل شخصيتها المبكرة.

التعليم والطموح

تلقت عزيزة تعليمها في مدرسة ميت غمر ثم التحقت بالجامعة الأمريكية في القاهرة، حيث حصلت على شهادة في العلوم الاجتماعية. وقد بدأت عزيزة مسيرتها المهنية كمتطوعة في الأعمال الخيرية في "نادي سيدات القاهرة" تحت إشراف زوجة العالم البلجيكي بهمان، حيث تعلمت فنون الإدارة وتنظيم الجمعيات.

الزواج والمشاركة في العمل الاجتماعي

في عام 1951، تزوجت عزيزة من أحمد حسين بك، الذي شغل منصب وزير في وزارة النحاس باشا. وقد شكل هذا الزواج بداية قوية لرحلة كفاح اجتماعي طويل شاركت فيه عزيزة في تحسين أوضاع الفلاحين ومساعدتهم. تميزت بتقديم حلول عملية لحل مشاكلهم، وبدأت مشروعات في قرية سنديون لتوفير حياة أفضل لهم.

العمل الدولي والتمثيل المشرف للمرأة المصرية

قبل قيام الثورة المصرية، كان والدها وزيرًا للصحة في آخر وزارة ملكية بقيادة نجيب الهلالي. ولكن عزيزة كانت أكثر نشاطًا على الساحة الدولية، فقد سافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع زوجها حيث تمت دعوتهم من قبل الأمم المتحدة لدراسة قضايا التنمية الريفية. وقد كانت عزيزة أول سيدة عربية تجوب دول العالم لإلقاء محاضرات عن العمل الاجتماعي. وبعد الثورة، تولت عدة مناصب هامة منها رئاسة الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة التابع للأمم المتحدة، مما جعلها تُلقب بـ "السفيرة عزيزة" تقديرًا لعملها البارز في الساحة الدولية.

مساهماتها في المجتمع المصري

قدمت السفيرة عزيزة العديد من الخدمات الاجتماعية الرائدة في مصر، مثل تنظيم الأسرة وإنشاء حضانات للأطفال في القرى. هذه المبادرات كانت غريبة على الشعب المصري في ذلك الوقت، لكنها أثبتت نجاحها وأثرت في حياة العديد من الأسر المصرية.

الإرث الذي تركته

في عام 1977، تم ترشيح عزيزة لوزارة الشؤون الاجتماعية، لكنها رفضت قبول المنصب واختارت الاستمرار في العمل الاجتماعي بعيدًا عن المناصب الرسمية. في 19 يناير 2015، رحلت السفيرة عزيزة عن عالمنا تاركة إرثًا عظيمًا من العطاء والعمل الاجتماعي. لقد كانت تقول دائمًا: "النجاح هو عمل يستفيد منه الآخرون".

خاتمة

تُعتبر السفيرة عزيزة رمزًا للنضال الاجتماعي ونجاح المرأة المصرية في مجال العمل الاجتماعي والدبلوماسية. وعلى الرغم من أن اسمها ارتبط بفيلم سينمائي شهير، إلا أن شخصيتها الحقيقية كانت أكثر تأثيرًا وأهمية على المستويين المحلي والدولي. هي أيقونة حقيقية لكل امرأة مصرية ناضلت من أجل مجتمع أفضل.

تعليقات