قصة الفتاة التي ابتلعتها الأرض في الإسكندرية: حكاية حقيقية وراء الظاهرة الغريبة

قصة الفتاة التي ابتلعتها الأرض في الإسكندرية: حكاية حقيقية وراء الظاهرة الغريبة
قصة الفتاة التي ابتلعتها الأرض في الإسكندرية: حكاية حقيقية وراء الظاهرة الغريبة

 


في عام 1971م، شهدت مدينة الإسكندرية حادثًا غريبًا ومرعبًا حيث كانت فتاة تسير في شارع النبي دانيال مع زوجها، وفجأة، انهارت الأرض تحت قدميها وابتلعتها بالكامل! كان هذا الحادث من بين أكثر الحوادث التي شغلت الرأي العام في ذلك الوقت، واعتبره البعض مجرد قصة خيالية. ولكن الحقيقة كانت أكثر غرابة مما يتصور الجميع.

البحث عن الفتاة المفقودة

بعد الحادث، خرج أهالي الإسكندرية في محاولة يائسة للبحث عن الفتاة التي ابتلعتها الأرض، مستخدمين كشافات كهربائية، وسط ضفادع بشرية وعمال متطوعين، لكنهم لم يتمكنوا من العثور على أي أثر لها. ومع مرور الوقت، استمر الحديث عن الحادث كأهم موضوع يتداول في المدينة.

السبب وراء انهيار الأرض في الإسكندرية

الحكاية التي تبدو وكأنها خيال علمي كانت حقيقية تمامًا. فقد أجرى مجموعة من الباحثين والدكاترة في جامعة الإسكندرية دراسات وكتابات أثبتت أن السبب وراء انهيار الأرض يعود إلى الصهاريج المخبأة تحت المدينة. هذه الصهاريج القديمة التي كانت جزءًا من شبكة المياه في مدينة الإسكندرية.

الصهاريج: شبكة مائية قديمة تحت الأرض

في العصور القديمة، كانت مدينة الإسكندرية تعتمد على ترعة شيديا التي حُفرت منذ العهد الروماني لنقل مياه نهر النيل إلى المدينة. كانت هذه المياه تُخزن في صهاريج تحت الأرض التي كان يتم تعبئتها فقط أثناء فيضان النيل. كان هذا النظام المائي يُستخدم لتوزيع المياه عبر شبكة معقدة من الصهاريج والأنفاق التي تتوزع تحت المدينة.

وظيفة الصهاريج وطريقة عملها

كانت الصهاريج في الإسكندرية عبارة عن أحواض كبيرة تُملأ بالمياه أثناء شهر الفيضان، ثم يتم توزيع المياه عبر سواقي تدار بالثيران التي تقوم برفع المياه وتوزيعها على أكثر من 700 صهريج تحت الأرض. وكانت هذه الصهاريج تُستخدم لتخزين المياه لتوفيرها على مدار العام.

اكتشاف الصهاريج والمعالم التاريخية

على الرغم من أن معظم الصهاريج تحت الأرض غير مكتشفة، إلا أن بعض الصهاريج قد تم اكتشافها، مثل:

  • صهريج دار إسماعيل الموجود في شارع شريف داخل المستشفى، والذي يتكون من ثلاثة طوابق، ويعتمد على 45 عمودًا من الجرانيت لدعمه.
  • صهريج ابن النبيه في منطقة الشلالات.
  • صهريج سيدى عبد الرازق الوفائي أسفل مسجد عبد الرزاق الوفائي.
  • صهريج صفوان في شارع فؤاد أسفل عمارة توريل، والذي كان يُستخدم كملجأ أثناء الغارات الجوية.

الانهيارات الأرضية في الإسكندرية

تعد الانهيارات الأرضية في الإسكندرية ظاهرة تحدث من حين لآخر بسبب تلك الصهاريج القديمة. في عام 2010، حدث انهيار كبير في صهريج مجاور لمسجد النبي دانيال، مما أدى إلى إغلاق المسجد لمدة عامين وإزالة العمارة التي تحتوي على الصهريج بالكامل. هذه الحوادث تكررت بسبب التآكل الطبيعي للبنية التحتية القديمة تحت الأرض، وهو ما يسبب الهبوط الأرضي بين الحين والآخر في شوارع المدينة.

أبحاث ودراسات حول الآثار تحت الأرض

تعد الآثار المائية والصهاريج تحت مدينة الإسكندرية موضوعًا هامًا للدراسات الأثرية. قام العديد من العلماء والمؤرخين بدراسة هذه الشبكة المائية القديمة، وأصدروا مجلدات وأبحاثًا حول تاريخ نظام الري في مصر القديمة وتأثيره على المدينة. هذه الدراسات تساهم في فهم أسباب الهبوط الأرضي المتكرر في بعض مناطق المدينة.

خاتمة: سر الإسكندرية تحت الأرض

ما يحدث في الإسكندرية ليس مجرد حوادث عابرة، بل هو تاريخ طويل من التفاعل بين الإنسان والطبيعة. تكشف الحوادث مثل تلك التي وقعت في 1971 عن كيف أن آثار الماضي ما زالت تؤثر في حياتنا اليوم. والآن، بعد سنوات من الأبحاث والاكتشافات، أصبحت مدينة الإسكندرية أكثر من مجرد مدينة سياحية، بل موقعًا تاريخيًا عميقًا تحت الأرض يحمل الكثير من الأسرار.

تعليقات