سر قصر التاجر السويدي بالإسكندرية: حكايات من زمن الكوزموبوليتان

سر قصر التاجر السويدي بالإسكندرية: حكايات من زمن الكوزموبوليتان
سر قصر التاجر السويدي بالإسكندرية: حكايات من زمن الكوزموبوليتان


 في قلب الإسكندرية الكوزموبوليتانية، حيث امتزجت الثقافات والجنسيات، يقف قصر مميز يحكي قصة تاجر سويدي ثري، وقصصًا غامضة لا يزال أهل المنشية وبحري يتناقلونها.

قصر على الطراز الفلورنسي

على كورنيش المنشية، يقف قصر كبير بتصميم فريد على الطراز الفلورنسي، يعود تاريخه إلى عام 1925. شيده كارول فيلهلم فون جربر، تاجر أخشاب سويدي بارز عاش في الإسكندرية لسنوات طويلة. كان جربر من أهم تجار الأخشاب في مصر، يستوردها ويمتلك مصنعًا لثقاب الكبريت بمنطقة المكس. شغل منصب قنصل عام السويد في الفترة من 1925 حتى 1952، وظل محتفظًا بلقب القنصل حتى بعد تقاعده.

لغز وفاة القنصل ومقتنياته الأثرية

قبل وفاته، تبرع جربر بجزء من قصره ليكون جنسية للبحارة السويديين، وخصص جزءًا آخر لمدرسة للصم والبكم. ولكن وفاته كانت غامضة، حيث عُثر عليه متوفيًا فجأة في حمام منزله، وانتشرت شائعات حول تعرضه للقتل. وما أثار الغرابة أكثر، هي الروايات التي تناقلها الأهالي حول رؤيتهم لروحه في شرفة القصر لسنوات طويلة بعد وفاته، وهي قصة ظلت تتداول في الإسكندرية.

بعد سنوات من وفاة جربر، فُتح القصر ليصبح معهدًا تابعًا للخارجية السويدية، واستمر لأكثر من 18 عامًا يستضيف لقاءات ومشاهير وسياسيين، إلى أن أُغلِق نهائيًا في بداية عام 2019 بقرار من الخارجية السويدية.

قبل إغلاقه، أعلن المعهد السويدي بالإسكندرية عن اكتشاف عدد من القطع الأثرية التي يعود تاريخها إلى العصور الرومانية والهلينستية، ويُعتقد أنها كانت ضمن مقتنيات مؤسس المعهد. شملت المقتنيات عملات معدنية، بقايا قطع خزفية، ومسارج (أداة للإضاءة قديمًا). كما عُثر على مقتنيات شخصية لجربر مثل نياشين من عصر محمد علي باشا، ميداليات وأوسمة، جواز سفر، ووسام بطريركية يونانية، ودبوس نادر يعود للملك فاروق، كان إحدى هدايا زفافه على الملكة فريدة. وقد سُلّمت جميع هذه المقتنيات للسلطات المصرية ووزارة الآثار.


هل تود معرفة المزيد عن الشخصيات التاريخية التي عاشت في الإسكندرية؟


تعليقات