عمر أفندي: ليست مجرد يافطة.. حكاية أقدم مول في مصر من فيينا إلى القاهرة!

عمر أفندي: ليست مجرد يافطة.. حكاية أقدم مول في مصر من فيينا إلى القاهرة!
عمر أفندي: ليست مجرد يافطة.. حكاية أقدم مول في مصر من فيينا إلى القاهرة!

 



عمر أفندي: ليست مجرد يافطة.. حكاية أقدم مول في مصر من فيينا إلى القاهرة!

هل تصدق أن اسم "عمر أفندي"، الذي تراه على واجهات المتاجر في مصر، له جذور أوروبية وتاريخ يمتد لأكثر من 160 عامًا؟ 🕰️ إنها قصة ملهمة لأقدم مول في مصر، بدأت في فيينا واستقرت في قلب القاهرة.


"أوروزدي باك": البداية النمساوية اليهودية

تعود حكاية "عمر أفندي" إلى عام 1856، عندما تأسست سلسلة المتاجر الشهيرة "أوروزدي باك" في القاهرة. مؤسسوها كانوا عائلة أودلف أوروزدي ذات الأصول النمساوية، وهي شراكة بين عائلتين يهوديتين هما "أوروزدي" و"باخ"، متخصصتين في التجارة داخل الإمبراطورية النمساوية المجرية.

  • الانطلاقة من إسطنبول: في عام 1855، افتتح أودلف أوروزدي محلًا صغيرًا في منطقة جالاتا بإسطنبول لبيع الملابس الأوروبية الجاهزة. حقق نجاحًا كبيرًا، وواصل أولاده "فيليب" و"ليون" مسيرة النجاح.

  • تأسيس الشركة وانتشارها: لاحقًا، تشاركوا مع أبناء خالهم "هيرمان" و"جوزيف باخ"، وأطلقوا على شركتهم اسم "أوروزدي باك". افتتحوا فرعًا رئيسيًا في باريس عام 1888، حيث قاموا بتعديل تهجئة الاسم إلى "Back" بدل "Bach" ليصبح أوضح في النطق الفرنسي.

  • الوصول إلى مصر: في عام 1893، افتتحوا أول فروعهم في فيينا. وبحلول عام 1895، أصبحت الشركة مساهمة وبدأت فروعها تنتشر في شرق أوروبا وتركيا. وفي عام 1896، وصلوا إلى مصر وافتتحوا أول محلاتهم في القاهرة، ثم توسعوا إلى تونس، حلب، وبيروت.

ما ميّز محلات "أوروزدي باك" أنها كانت من نوع "Grands Magasins" أو "Department Stores"، أي متاجر كبرى متعددة الأقسام تقدم جميع أنواع السلع تحت سقف واحد، مما يوفر على الزبائن عناء التنقل بين المحلات.







تصميم أيقوني بلمسة راؤول براندون

في قلب شارع عبد العزيز بالقاهرة، أوكل أودلف أوروزدي مهمة تصميم الفرع الرئيسي للمهندس المعماري الفرنسي الشهير راؤول براندون في عام 1905. صمم براندون المبنى على طراز الروكوكو الفرنسي، وهو طراز كان يُستخدم حصرًا في قصور الطبقة الأرستقراطية، ويتميز بالزخارف المعقدة المستوحاة من الطبيعة. هذا التصميم الفاخر جعل من "أوروزدي باك" معلمًا معماريًا بارزًا.


التحول إلى "عمر أفندي": قصة الولاء الشعبي

كيف تحولت "أوروزدي باك" الأوروبية إلى "عمر أفندي" المصرية؟ 🇪🇬 القصة المتداولة تشير إلى أن صاحب المحل الأصلي كان لديه موظف بسيط اسمه "عمر". كان عمر محبوبًا جدًا من الزبائن بفضل ذوقه الرفيع وأسلوبه الراقي في التعامل. كان دائمًا يظهر في أبهى حلة، مرتديًا "بدلة الأفندية" كاملة مع الطربوش، مما أكسبه لقب "عمر أفندي" الذي علق في أذهان الجميع.

عندما لاحظ صاحب المتجر حب الناس لـ"عمر"، قرر أن يجعله شريكًا بالاسم فقط، وافتتح فرعًا جديدًا في شارع عبد العزيز. هذا الفرع أصبح لاحقًا أول فروع سلسلة "عمر أفندي" التي انتشر اسمها في كل محافظات مصر.

في عشرينيات القرن الماضي، قام رجل أعمال مصري يهودي بشراء سلسلة متاجر "أوروزدي باك" في مصر، وقرر رسميًا تغيير اسمها إلى "عمر أفندي"، ليصبح الاسم الرسمي الذي نعرفه اليوم.







من التأميم إلى شركة مساهمة: عمر أفندي في العصر الحديث

  • في عام 1957، أصدر الرئيس جمال عبد الناصر قرارًا بـتأميم الشركة، لتصبح تحت مظلة الدولة المصرية.

  • في عام 1967، صدر قرار جمهوري بتحويلها إلى شركة مساهمة مصرية تابعة للشركة القابضة للتجارة.

كانت أنشطة الشركة واسعة ومتنوعة: تجارة عامة، استيراد وتصدير، تصنيع جزئي، ووكالات تجارية، كلها تحت اسم واحد: "عمر أفندي".






اليوم، عندما تسير في وسط القاهرة أو شارع عبد العزيز، وتمر أمام يافطة "عمر أفندي"، تذكر أن وراء هذا الاسم قصة ممتدة بين قارات وثقافات، بدأت في أوروبا، وزُرعت في قلب مصر، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من تاريخها التجاري والاجتماعي.

هل سبق لك التسوق من فروع عمر أفندي، وما هي ذكرياتك عن هذا المتجر العريق؟

تعليقات