إسماعيل باشا المفتش: رجل السلطة والمال الذي اختفت جثته في النيل وتم تفجير خصيتيه

إسماعيل باشا المفتش: رجل السلطة والمال الذي اختفت جثته في النيل

تُعد حياة إسماعيل باشا المفتش، وزير مالية مصر في عهد الخديوي إسماعيل، من أكثر القصص إثارة للجدل والغموض في التاريخ المصري الحديث. هو ليس مجرد وزير، بل كان صديق الخديوي الحميم وأخاه في الرضاعة، ورجل دولة من طراز رفيع وصفه المؤرخون بأنه "من أدهى الساسة الماليين".

نشأة غامضة وسلطة مطلقة

وُلد إسماعيل المفتش عام 1830م، واختلفت الروايات حول أصوله، فمنها ما يقول إنه من أصول جزائرية أو مغربية. نشأ المفتش مقربًا جدًا من الخديوي إسماعيل، حيث كانت والدته "كبيرة وصيفات" القصر وصديقة مقربة لوالدة الخديوي، خوشيار هانم، التي أرضعته.

عُين المفتش وزيرًا للمالية عام 1868م وظل في منصبه لثماني سنوات، لكن صلاحياته تجاوزت حدود منصبه بكثير. لُقب بـ "الخديوي الصغير"، حيث أسندت إليه وزارات أخرى مثل الداخلية، وأصبح الرجل الثاني في الدولة. هذا النفوذ الواسع، بالإضافة إلى حصوله على نيشان من السلطان العثماني، أثار غيرة أمراء الأسرة العلوية وزاد من أعدائه.

بداية الخلاف وغموض النهاية

بدأت الخلافات تظهر بين الخديوي إسماعيل والمفتش بسبب رفض الأخير لسياسة الاستدانة، كما أنه كان يرفض التدخلات الأجنبية، ويرى أن مصر تستطيع تسديد ديونها بالترشيد والتقشف.

تعددت الروايات حول وفاته التي ما زالت غامضة حتى اليوم:

• الرواية الشائعة: في صباح يوم جمعة، زار الخديوي إسماعيل المفتش في منزله، واصطحبه إلى مقره بالجزيرة. من هناك، حُمل المفتش على سفينة متجهة إلى دنقلة منفيًا. لكن قبل حلوان، قُتل بطريقة بشعة إذ قام شخص بضربه في خصيتيه بعنف حتى لفظ أنفاسه، وأُلقيت جثته في النيل لإخفاء معالم الجريمة. لم يُعثر له على جثة أو قبر حتى الآن.

• الرواية الرسمية: أعلن القصر أن المفتش وصل إلى دنقلة وتُوفي هناك بعد ثلاثة أيام بسبب "أزمة سكر شديدة"، بناءً على شهادة وفاة حررها طبيب إيطالي.

مهما تعددت الروايات، يظل اختفاء إسماعيل باشا المفتش جريمة غامضة ومنظمة، تُسدل الستار على حياة بدأت من قمة السلطة وانتهت في قاع النيل.

هل تعتقد أن الخديوي إسماعيل كان وراء مقتل المفتش بسبب خلافاتهما السياسية؟