عمارة "الإيموبيليا": قصة أضخم عمارة في مصر وشاهد على الزمن الجميل

عمارة "الإيموبيليا": قصة أضخم عمارة في مصر وشاهد على الزمن الجميل
عمارة "الإيموبيليا": قصة أضخم عمارة في مصر وشاهد على الزمن الجميل

 



عمارة "الإيموبيليا": قصة أضخم عمارة في مصر وشاهد على الزمن الجميل

تُعد عمارة "الإيموبيليا" واحدة من أيقونات القاهرة المعمارية، ورمزًا للعصر الذهبي في تاريخ مصر. صُممت العمارة عام 1940، وبتكلفتها التي بلغت مليونًا و200 ألف جنيه في ذلك الوقت، كانت الأضخم والأفخم في مصر، حتى أن البعض أطلق عليها لقب "هرم مصر الرابع".


تصميم معماري فريد وتكاليف باهظة

تقع العمارة عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل، وصممها المهندسان المعماريان ماكس أذراعي وجاستون روسي. بُنيت على يد أحمد باشا عبود، الذي كان أغنى أغنياء مصر في الثلاثينيات.

تتكون العمارة من برجين على شكل حرف "U"، أحدهما بحري ويتكون من 11 طابقًا، والآخر قبلي ويرتفع لـ 13 طابقًا، ويضم البرجان 370 شقة. كانت تتميز بأربع واجهات، وكانت أول عمارة في مصر تحتوي على جراج تحت الأرض يسع حوالي مائة سيارة.

كما كانت تتميز بنظام تدفئة خاص، حيث كانت نفايات الشقق تُحرق في بدروم العمارة لتمد جميع الشقق بالدفء. أما نظام المصاعد، فكان فريدًا من نوعه، حيث كان هناك 27 مصعدًا مقسمة إلى ثلاث فئات: "بريمو" للسكان، "سوكندو" للخدم، وآخر للأثاث.


من فخامة الأجر إلى "لمة" أهل الفن

رغم فخامة المبنى، واجه الملاك صعوبة في تأجير الشقق في البداية بسبب الإيجارات الباهظة التي تراوحت بين 6 و12 جنيهًا، وهو مبلغ ضخم جدًا في وقت كان إيجار الشقة العادية لا يتجاوز جنيهين أو ثلاثة.

لجأت الشركة المالكة إلى حملة إعلانية ضخمة في الصحف المصرية والأجنبية، ركزت فيها على مميزات العمارة مثل عدد المصاعد وقوة الأساسات، كما قدمت عرضًا مغريًا بإعفاء الساكن من دفع الإيجار لمدة ثلاثة أشهر.

وبفضل هذه الدعاية، أصبحت العمارة قبلة للمشاهير من أهل الفن والسياسة، لتتحول إلى "مبنى المشاهير" وشاهد على تاريخ من زمن الماضي الجميل.


مشاهير سكنوا عمارة الإيموبيليا

تحولت عمارة الإيموبيليا إلى بؤرة فنية وثقافية، حيث سكنها العديد من النجوم والمفكرين الذين أثروا في تاريخ مصر:

  • نجيب الريحاني: فنان الشعب، سكن في الطابق الثالث بشقة رقم 321.

  • محمد عبد الوهاب: المطرب والملحن الكبير، سكن في الشقة المجاورة لشقة الريحاني.

  • أنور وجدي وليلى مراد: كانا يسكنان في الطابق الثامن، وأشهرا في شقتهما شركة الإنتاج الخاصة بهما.

  • محمد فوزي: المطرب والملحن، سكن في الطابق السابع مع زوجته الأولى هداية.

  • كمال الطويل، ماجدة، محمود المليجي، علوية جميل، محمود ذو الفقار، هنري بركات، كمال الشيخ.

  • أسمهان، أحمد سالم، آسيا داغر: حيث كانت شركة إنتاجها تقع في العمارة.

  • توفيق الحكيم: سكن في العمارة لفترة قبل أن يغادرها بسبب الازدحام.

ومن السياسيين والأثرياء الذين سكنوا العمارة:

  • البرنس إسماعيل باشا حسن: رئيس الديوان الملكي وابن عم الملك فاروق.

  • أحمد باشا كامل، إسماعيل باشا صدقي، الدكتور عزيز صدقي.

  • أحمد الخواجه: نقيب المحامين.

  • أحمد باشا عبود: مالك العمارة نفسه، حيث سكن في إحدى شققها بالطابق الثاني، وكان رئيسًا للنادي الأهلي ويجتمع باللاعبين في مدخل العمارة.


النهاية: التأميم وسبب فكرة فيلم "بين السما والأرض"

ظلت العمارة مملوكة لعبود باشا حتى عام 1961، حين أصدر الزعيم جمال عبد الناصر قرارًا بتأميم أملاكه، ومن بينها عمارة الإيموبيليا. بعد التأميم، غادر عبود باشا مصر واستقرت ملكية العمارة لشركة الشمس للإسكان والتعمير حتى الآن.

ومن القصص الطريفة المرتبطة بالعمارة، أن أبطال فيلم "غزل البنات" (نجيب الريحاني، ليلى مراد، محمد عبد الوهاب، أنور وجدي) كانوا جميعًا جيرانًا في هذه العمارة. وفي أحد الأيام، كان المخرج صلاح أبو سيف في زيارة لأحد الفنانين بالعمارة، وتعطل به المصعد لساعات طويلة، فجاءته فكرة فيلمه الشهير "بين السما والأرض".

على الرغم من مرور الزمن، لا تزال عمارة الإيموبيليا تحافظ على جمالها، وإن كانت قد تحولت بمرور الوقت إلى مبنى يغلب عليه الطابع الإداري بازدحام المكاتب والشركات.

هل لديك فضول لمعرفة المزيد عن أحد سكان العمارة المشهورين؟

تعليقات